الثلاثاء، 12 يونيو 2012

عاصم كالبدر يشع نورآ



وجهُ كالبدر في ليلته يشع نورآ كحمام طائرُ بجناحيه يسابق الريح
يريد أن ينطلق إلى مالارجعة له
ذات العمر الأربعة سنواتٍ ونصف السنة ماذا
 ألم بك ياعاصم يعافر الماء في مسبح الدرة ماذا جرىلاأحد أمامه ولاخلفه
عازل نفسه بين غطسات الروح في تلك المياه الغارقة
تارة يرفرف للأعلى وتارة يرى نفسه تحت الماء
أخضر وجه القمر وأزرق لاأوكسجين ولاتنفس أختنق
ينادي ولكن كان الموت أقرب له وكلٍ في فلكٍ يسبحون
يصارع ويصارع حتى أصبح طائر بين يدي ربه رحمماك ربي رحمماك
نائم رايته مغمض العينان جسده كالثلج الدافي أحسست جبينه بيدي
باردُ بارد أحتضنه أخي حامله بين ذراعيه كالعصفور الصغير
وبعد غسله أصبح طويل القامة وجهه كالبدر الساطع نوره بيننا
أمه تحتضنه لاتريد أن تتركه تريده نائم بين يديها
 ويدفن مع أمها بجانب قبرهاهذا طلبها الأخيرقبل وداعه ودفته
فارق توأمه عامر ٌ والحزن في قلبه طوال عمره
بكيت وبكينا ولكن لم ولن تجف دموعنا ااه من
حرقة فراق الولد هذا قدر ولاراد لقضاءه
سلمنا علينا ووادعناه وأبوها يحمله بين يديه ليدفنه لأنه
لم يكن معه وقتها كان في مدينة أخرى
وكلمه قبل وفاته إحساس داهمه بأن إبنه سيتركه
قدر الله وماشاء فعل  الموت علينا حق ولكن الفراق صعب صعب
وجع وألم القلب ليس له دواء مهما نحاول أن ننسى لانستطيع أبدآ أبدآ
فأجعله ياربي كصفورآ عندك من عصافير الجنة وأجعله شفيعآ لوالديه
وأجبر قلبهما وصبرهما على فراقه يارب العالمين
الله يرحممك ياعاصم ياإبن أخي يابدر في ليلته تشع نورآ
(تم الدفن في مقبرة الفيصلية
فجر اليوم الثلاثاء 22/ رجب/1433 هــ)